recent
أخبار ساخنة

**رواية «مكتبة الكلمات المفقودة»: رحلة آسرة في عوالم الكتب وأسرار الماضي**

الصفحة الرئيسية
الحجم
محتويات المقال

 

**رواية «مكتبة الكلمات المفقودة»: رحلة آسرة في عوالم الكتب وأسرار الماضي**

 

صدر حديثًا عن دار "الكرمة" للنشر والتوزيع بالقاهرة، الترجمة العربية لرواية الكاتبة الإنجليزية ستيفاني باتلاند بعنوان «مكتبة الكلمات المفقودة»، والتي قامت بنقلها إلى العربية المترجمة القديرة إيناس التركي. تقدم الرواية تجربة أدبية فريدة، تغوص في أعماق الشغف بالكتب وتستكشف كيف يمكن للكلمات المطبوعة أن تكون ملاذًا، وعبئًا، ومفتاحًا لأعمق أسرار النفس البشرية.


صدر حديثًا عن دار "الكرمة" للنشر والتوزيع بالقاهرة، الترجمة العربية لرواية الكاتبة الإنجليزية ستيفاني باتلاند بعنوان «مكتبة الكلمات المفقودة»، والتي قامت بنقلها إلى العربية المترجمة القديرة إيناس التركي. تقدم الرواية تجربة أدبية فريدة، تغوص في أعماق الشغف بالكتب وتستكشف كيف يمكن للكلمات المطبوعة أن تكون ملاذًا، وعبئًا، ومفتاحًا لأعمق أسرار النفس البشرية.
**رواية «مكتبة الكلمات المفقودة»: رحلة آسرة في عوالم الكتب وأسرار الماضي**

تتمحور أحداث الرواية حول شخصية "لافداي كاردو"، وهي شابة تجد في عالم الكتب عزاءً يفوق ما تجده في رفقة البشر. علاقتها بالكتب ليست مجرد هواية، بل هي علاقة وجودية، فالمكتبة التي تعمل بها ليست مجرد مكان عمل، بل هي حصنها وملاذها الأخير من عواصف الحياة. لافداي، كما ترسمها باتلاند، هي تجسيد حي لفكرة "الببليوفيليا" أو الولع بالكتب، حيث تتحول الصفحات والمجلدات إلى أصدقاء وأحباء، وتصبح القصص المختزنة بين الدفتين عالمًا بديلاً أكثر أمانًا وراحة من الواقع الخارجي المعقد.

لكن هذا السلام الهش


**رواية «مكتبة الكلمات المفقودة»: رحلة آسرة في عوالم الكتب وأسرار الماضي**


 الذي بنته لافداي بين أرفف المكتبة مهدد بالانهيار. فالرواية تكشف تدريجيًا عن ماضٍ مؤلم تعرضت فيه بطلتها لأزمة عاصفة ومدمرة، ليلة مصيرية أفقدتها كل ما كانت تملكه وتحبه، ودفعتها إلى الانزواء داخل شرنقة الكتب، محاولةً إخفاء جراحها وذكرياتها عن العالم. وتتبلور الحبكة الدرامية حين يبدأ هذا الماضي في ملاحقتها بشكل غير متوقع. وصول شاعر، وحبيب سابق، وثلاثة صناديق غامضة ممتلئة بالكتب القديمة إلى المكتبة.

  •  يمثل نقطة تحول فارقة. يبدو أن هناك من يعرف تفاصيل ماضيها المبهم،
  •  ويحاول التواصل معها أو إرسال رسالة مشفرة عبر هذه الكتب،
  •  مما يجبرها على الخروج من عزلتها ومواجهة الأشباح التي طالما حاولت الهرب منها.

 

تنسج ستيفاني باتلاند خيوط روايتها ببراعة، جامعةً بين التشويق والإثارة والعمق الإنساني والرومانسي.

  1.  تتوالى الأحداث وتتصاعد التحديات، وتجد لافداي نفسها أمام أسئلة مصيرية: من يمكنها أن تمنحه
  2.  ثقتها في عالم لم يعد آمنًا؟ هل تمتلك القوة الكافية لتجاوز ندوب الماضي وتقبلها كجزء من هويتها؟
  3.  وهل ستجد الشجاعة ليس فقط لمواجهة خطأ مفجع ارتكبته أو تعرضت له، بل ولتصحيحه أيضًا؟
  4.  والأهم من كل ذلك، هل ستتمكن أخيرًا من العثور على الكلمات المناسبة لتحكي قصتها الخاصة، بدلاً
  5.  من الاختباء خلف قصص الآخرين؟

 

تبرز الرواية موضوعات محورية 


**رواية «مكتبة الكلمات المفقودة»: رحلة آسرة في عوالم الكتب وأسرار الماضي**


تمس جوهر التجربة الإنسانية، مثل أهمية الأسرة، تعقيدات الحب، مرارة الخسارة، وضرورة تقبل الماضي بكل ما فيه من ألم وجمال. لكن السمة الأبرز التي تميز «مكتبة الكلمات المفقودة» هي الاحتفاء بسحر الأدب وقدرته على التأثير في حياتنا. فالكتب هنا ليست مجرد خلفية للأحداث، بل هي شخصيات فاعلة، تحمل رسائل، تثير ذكريات، وتدفع البطلة نحو اكتشاف الذات والمصالحة معها.

 

  • وقد لاقت الرواية استحسانًا نقديًا وجماهيريًا، ويتجلى ذلك في شهادات بعض الكاتبات البارزات.
  •  فـ"جولي كوهين" وصفت لافداي بأنها "شخصية رائعة تأسر القلوب منذ الصفحة الأولى"، وأن
  •  مكتبتها هي "مكتبة أحلام القراء". بينما اعتبرت "ليندا جرين" أن الرواية "ملهمة بالحب والألم"،
  •  وأن شخصية لافداي "تثب من بين الصفحات إلى داخل قلوبنا"، مما يؤكد على قدرة باتلاند على خلق
  •  شخصيات حية ومؤثرة.

 

يُظهر المقطع المقتبس من الرواية أسلوب الكاتبة وحساسيتها تجاه عالم الكتب،

 حيث تصف لافداي موقفًا بسيطًا وعفويًا – عثورها على كتاب شعر ملقى بجوار سلة مهملات. رد فعلها الفوري هو إنقاذ الكتاب، وهو سلوك يكشف عن عمق ارتباطها بالكلمة المكتوبة واحترامها لها. هذا المشهد يعكس مقولة "آرتشي" المذكورة في الرواية: "الكتب هي أفضل عشاقنا وأكثر أصدقائنا إثارة"، لكن لافداي تضيف بُعدًا آخر أكثر واقعية حين تعترف بأن "الكتب يمكن أن تؤذيك حقًا"، في إشارة إلى قدرة الأدب ليس فقط على المواساة، بل وأيضًا على إثارة الألم وفتح الجروح القديمة.

 

في الختام

 تعد رواية «مكتبة الكلمات المفقودة» إضافة قيمة للمكتبة العربية، فهي تقدم نصًا أدبيًا ممتعًا وعميقًا، يجمع بين التشويق والرومانسية والتأمل في قوة الأدب التحويلية. إنها رحلة استكشافية للذات عبر دروب الذاكرة والكلمات، ودعوة للقراء للتفكير في علاقتهم بالكتب، وكيف يمكن للقصص أن تساعدناعلى فهم أنفسنا والعالم من حولنا، وتمنحنا الشجاعة لمواجهة الماضي وصياغة مستقبلنا الخاص.


**رواية «مكتبة الكلمات المفقودة»: رحلة آسرة في عوالم الكتب وأسرار الماضي**


google-playkhamsatmostaqltradent